رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ممثل حماس في لبنان لـ”المصير”: معطيات إقليمية ومعلومة إستخباراتية من داخل إسرائيل دفعونا للقيام بطوفان الأقصى

المصير

الثلاثاء, 9 يناير, 2024

03:24 م

ساعة الصفر لم يعلمها إلا القائد الأعلى للقسام

أجرينا 3 مناورات للخداع وفي الرابعة تم تنفيذ "الطوفان"

1200 مقاتل شاركوا في العملية عاد منهم 800 سالمين وهناك من بقى في إسرائيل حتى الآن

حزب الله خفف عن غزة والغموض الإستراتيجي الذي يمارسه يشكل ردع لإسرائيل

لو تم تهجير الشعب الفلسطيني من غزة سيتم إبادة المقاومة

الغاز وقناة بن جوريون أهم أسباب الحرب على غزة

الخطوط الحمراء في أي مفاوضات: سلاح المقاومة وبقاء إسرائيل في غزة

لا نتشاور مع السلطة الفلسطينية في أمر الحرب.. أبو مازن لا يعترف أصلا بحماس

الإسرائيلي لن يأخذ منا في المفاوضات ما لم يأخذه في الميدان

أجرى الحوار في بيروت: محمد تمساح ومحمد أبوزيد

حينما إقترح الصديق العزيز والزميل المهذب محمد تمساح السفر إلى لبنان لعمل عدة حوارات صحفية تتعلق بالحرب على غزة وعملية طوفان الأقصى، والمشهد الإقليمي والدولي، وتناقشنا معاً فى الأسماء المرشحة لإجراء حوارت معها، توصلنا سوياً إلى قناعة مشتركة وهي أننا يجب أن نجري حوارات مع قادة الفصائل الفلسطينية المتواجدين في لبنان، وأن نجري حوارات أخرى مع ممثلين لكل ألوان الطيف السياسي في لبنان، فنحن نقف على مسافة واحدة من الجميع.

ومن بين الذين إستطعنا الوصول إليه لعمل حوار معه هو ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، طلب منا الرجل بشكل مهذب عدم تسجيل الحوار، والإكتفاء فقط بالكتابة، وقبل أن نبدأ في طرح الأسئلة، تحدث هو بشكل سريع عن كل ما حدث منذ بداية طوفان الأقصى وحتى ساعة إجراء الحوار، كان يتحدث بكل ثقة وثبات ويقين في النصر، وكشف عن معلومة إستخباراتية حصلت عليها المقاومة من داخل إسرائيل كانت سبباً في التعجيل بطوفان الأقصى، وهذه المعلومة تتمثل في أن إسرائيل كانت تجهز لإجتياح كامل لقطاع غزة في إطار مؤامرة إقليمية لها أبعاد دولية وإقتصادية، وإنتقل بعد ذلك لتقييمه للموقف الدولي والإقليمي وموقف السلطة الفلسطينية وحزب الله من الحرب على غزة وحينما بدأنا في طرح الأسئلة تحدث معنا عبدالهادي بصراحة وبوضوح ودون مواربة ولا مقاربة، وكشف عن حقائق هامة منها أن عدد الذين شاركوا في عملية طوفان الأقصى كانوا 1200 مقاتل من المقاومة، عاد منهم 800 سالمين، وتبقى 400 منهم من نال الشهادة ومنهم من بقى داخل إسرائيل حتى الآن في إنتظار اللحظة المناسبة للقيام بعمليات داخل العمق الإسرائيلي.

ونفي ممثل حماس في لبنان أن تكون إيران كانت على علم بطوفان الأقصى مؤكدا أن ساعة الصفر للعملية لم يكن يعلمها إلا القائد الأعلى لكتائب القسام - القائد العسكري لحماس -
وكشف أيضا أنه مازال في شمال غزة ما يزيد عن 700 ألف فلسطيني، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني فى غزة يدرك أن تهجيره من القطاع يعني إبادة المقاومة، ورفض عبدالهادي الإفصاح عن عدد شهداء المقاومة من العسكريين منذ طوفان الأقصى وحتى الآن، وكشف عن معلومات أخرى مثيرة .

وإلى نص الحوار :

كان من الطبيعي أن نبدأ الحوار بالسؤال عن توقيت طوفان الأقصى وأسبابه ودلالاته؟؟!

فكان رده كالتالي.. توفرت لدينا معلومات من داخل الكيان الصهيوني تتطابق مع مجريات الأحداث الإقليمية، تؤكد أن هناك مؤامرة كبيرة في المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية وتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية كبرى للكيان الصهيوني، وتحقيق سيطرة تامة له على المنطقة، حيث كان يجري على قدم وساق تنفيذ مشروع أمريكي بسيطرة إسرائيلية لضرب مشاريع الصين وروسيا، والسيطرة والهيمنة على المنطقة، وكان مخططاً إنشاء قناة بن جوريون لتمر من شمال غزة، والتخطيط لعمل طريق الهند الذي كان مخططاً له أن يمر في ميناء حيفا الذي يقع فوق ميناء غزة، إضافة للتخطيط للسيطرة على الغاز الذي تم اكتشافه في غزة بكميات كبيرة، وأيضاً مشروع نيوم الذي يتطلب أن تكون غزة تحت السيطرة الإسرائيلية.

وفي الحوار كشف ممثل حماس في لبنان عن معلومة جديدة قائلا "طبقا لمعلوماتنا المؤكدة التي حصلنا عليها من داخل إسرائيل ومن أكثر من مصدر، أكدت تلك المعلومات أن إسرائيل كانت ستقوم بخطوة إستباقية ضد غزة والمقاومة لتنفيذ مشروعها بالسيطرة على غزة، لذلك قامت المقاومة بالإعداد مبكراً لطوفان الأقصى.

ما هي أبرز ملامح خطة الخداع والتمويه التي قامت بها المقاومة لـ "تنويم" إسرائيل وهل أُستفدتم من "الخداع الإستراتيجي" الذي قامت به مصر في حرب أكتوبر؟

تم إعداد خطة تضليل إستراتيجي تعتمد على عدة محاور منها نقل المعركة للضفة الغربية، حيث لم تشارك حماس في معركة وحدة الساحات الشهيرة بالضفة، وهذا جعل الجميع ينتقد حماس وهذا ما أعطى إنطباع لدي إسرائيل بأن حماس غير معنية بالحرب معها، وأن غزة لن يكون فيها مقاومة.

كما أننا رفعنا سقف المطالب الإقتصادية لقطاع غزة وهو ما عزز الإنطباع لدي الإحتلال أن حماس والمقاومة كل ما يعنيها ويهمها في غزة هو المساعدات.

وخلال خطة التضليل كان يتم تدريب المقاتلين بشكل إحترافي، وتم عمل ٤ منارات للمعركة، 3 منها دفاعية، والرابعة هي التي تم فيها الهجوم الشامل في طوفان الأقصى، أي أننا تتدربنا على طوفان الأقصى 3 مرات، ولم تنتبه إسرائيل لذلك، ولم نستخدم أي أجهزة تكنولوجية حتى لا تلتقط إسرائيل أي إشارات، وقمنا بتصنيع السلاح المناسب للمعركة محلياً.

ومن الذي كان على علم بساعة الصفر لعملية طوفان الأقصى؟

ساعة الصفر لم يكن يعلمها إلا القيادة العليا فقط "القائد الأعلى للقسام"، وتم اختيار ٧ أكتوبر يوم عيد الغفران لأنه يوم راحة في إسرائيل ويوم استرخاء، ورجال المقاومة كانوا يعتقدون أنها مناورة مثل المناورات الثلاث السابقة، وأثناء قيامهم بها صدرت لهم الأوامر بالهجوم الحقيقي.

هل لدي المقاومة قدرات إستخباراتية وجهاز مخابرات قادر على مجابهة جهاز المخابرات الإسرائيلي؟

المقاومة لديها قدرات إستخباراتية كبيرة، وإستطعنا أن نتفوق على الكيان الصهيوني، وهذا ما أثبتته عملية طوفان الأقصى، كما أننا لدينا في المقاومة قدرات سيبرانية كبيرة نستطيع أن نخترق بها إسرائيل.

كم بلغ عدد من نفذوا طوفان الأقصى؟

1200 رجع منهم بعد العملية 800 سالمين، وتبقى 400 منهم من أُستشهد ومنهم من بقى داخل إسرائيل للقيام بعمليات خاصة.

هل هناك تدريبات نفسية وعسكرية خضع لها رجال المقاومة ليحققوا كل تلك البطولات التي تُذهل العالم لدرجة أنهم يفجرون أغلى دبابة في العالم من المسافة صفر؟

بالإيمان بالله، فالإنسان المؤمن يستمد قوته من الله سبحانه وتعالى، ولدينا عقيدة بالفوز بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، على عكس الإسرائيليين، هذه أولا.

وثانيا: نحن أصحاب حق، وصاحب الحق سلطان، على عكس إسرائيل المغتصبة للأرض والحقوق.

هل وجهتم دعوة لفتح للمشاركة مع المقاومة بعد طوفان الأقصى، لتخفيف الضغط على حماس، خاصة بعد حرب الإبادة غير المسبوقة ضد غزة وأهلها ؟

السلطة الفلسطينيىة لاتعترف أساسا بحماس، ومحمود عباس، كان ينبغى أن يستثمر هذا الإنجاز التاريخي لطوفان الأقصى، لكن للأسف هو يهدر هذا الإنجاز، وقال إن حماس لاتمثل أي شيء شرعي؛ لذلك نحن في المقاومة لانتشاور ولا نتشارك مع السلطة الفلسطينية في أمر الحرب والمقاومة.

هل ترى أن تدخل حزب الله كافي لمساندة المقاومة في غزة ؟

تدخل حزب الله بحدود، وتدخله خفف الضغط على المقاومة في غزة ضد الكيان الصهيوني، حيث سحب جزء من الجيش الإسرائيلي لخارج غزة، حيث أن حزب الله أصبح له وظيفة ردعية لردع إسرائيل، وكل يوم يأتي وسطاء لحزب الله من دول العالم، يحثونه على عدم توسيع نطاق الحرب .
لأنهم لا يريدون حرب واسعة في المنطقة، وحزب الله لا يعطيهم إجابة شافية وهذا يعمل ردع، فغموض ردود حزب الله هو غموض استراتيجي يشكل تهديد دائم لإسرائيل.

هل ستقوم حماس بفتح جبهة في الضفة الغربية للقتال ضد إسرائيل ؟

الضفة الغربية بها ٣ مليون فلسطيني، وتنظيم حماس تواجده في غزة أكثر بكثير من غزة، ولكن التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني والجواسيس للاحتلال، يمكن أن يصعب الأمور على المقاومة، ولكن حماس لديها تواجد وإمكانيات كبيرة في الضفة، ويمكن أن تُفاجيء الإحتلال في أي وقت.

هل ترى أن أمريكا تريد إشعال حرب بالمنطقة ؟

أمريكا لا تريد حرب بالمنطقة، وهي تطلب من إسرائيل عدم توسعة الاشتباك خارج غزة، ولكنها في نفس الوقت لاتريد حل الموضوع.

هل يوجد أي صفقات جديدة في ملف تبادل الأسرى ؟

الآن لا يوجد شيء للتفاوض عليه، ولكن في حالة إستئناف التفاوض لن نرضى إلا بصفقة شاملة لتبقى جميع السجون الإسرائيلية خالية من الأسرى الفلسطينيين، وأُطمئن الجميع أن الأسري الإسرائيليين في أمان حتى يتم تحرير أسرانا، وقد رأى العالم كله الأخلاقيات التي تعاملنا بها مع الأسرى، مما غير الرأي العام العالمي تجاه فلسطين .

ماهى الخطوط الحمراء في أي مفاوضات مقبلة ؟

سلاح المقاومة خط أحمر ، وبقاء القوات الصهيونية في غزة خط أحمر.

معظم دول العالم تتكلم عن حل الدولتين.. فمارأيك ؟

حركة حماس ليست معنية بذلك، وليس مشروعنا كحركة تحرير، فك الحصار والإعمار هو مايعني الحركة، ولكن إذا تم الإعتراف بالحقوق الفلسطينية، ودون الإعتراف بإسرائيل، فيمكن أن نفكر في ذلك، وأوكد أننا لن نعطيهم في السياسة مالم يأخذوه في الميدان.

طوفان الأقصى هل هي حرب تحرير أم حرب تحريك؟

هي ليست المعركة الأخيرة، هي معركة على طريق التحرير، ولكن في حالة إستمرار الكيان الصهيوني في فجوره، وتدخلت حركات المقاومة كلها قد تتحول إلى معركة شاملة لتصير معركة التحرير.

تسعى إسرائيل منذ سنوات طويلة لتجعل سيناء وطناً بديلاً للفلسطينيين، وفي كل مرة تفشل، وحالياً تسعى جاهدة وبدعم أمريكي كبير لإفراغ غزة، ومصر تقف بكل قوة ضد هذا المخطط.. فما هو تقديركم لصمود أهل غزة نفسها ضد التهجير ؟

نعم يوجد دعم أمريكي كبير وعمليات عسكرية إسرائيلية بربرية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم في غزة، وإجبارهم على النزوح إلى معبر رفح، وممارسة ضغوط على مصر كبيرة وإغراءها بإسقاط الديون، ليتجهوا إلى سيناء، وكان التركيز كمرحلة أولى على إجبار الفلسطينين على النزوح من شمال غزة إلى جنوبها، ومنها إلى سيناء، ولكن بتضحيات الأهالي في غزة وبصمود المقاومة فشلت المرحلة الأولى، فما زال ٧٠٠ ألف من الأهالي في الشمال ولن يخرجوا من أرضهم، خروج الشعب من غزة يعني إبادة للمقاومة؛ لذلك لن يخرج الشعب الفلسطيني من أرضه حتى لو استشهدوا كلهم.